
الإمارات تتجه لتصبح قوة عظمى في الـ AI
بخطى واثقة.. الإمارات تتجه لتصبح قوة عظمى في الـ AI
تتسارع الخطوات الاستراتيجية والجريئة التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة، في مجال تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، حيث تسعى الدولة العربية الطموحة لتصبح مركزاً عالميّاً للريادة والابتكار في هذا المجال الثوري، وقوة فاعلة في صياغة المستقبل الذكي للبشرية.
فمن خلال مزيج فريد من القدرات المتمثلة، في البنية التحتية العملاقة، والاستثمارات المالية الضخمة، والجامعات البحثية الرائدة، والنماذج اللغوية المتقدمة، فضلاً عن القدرة على استقطاب الشراكات الدولية، أصبحت الإمارات لاعباً لا يُستهان به في ساحات الذكاء الاصطناعي العالمية، حيث تبذل سلطات البلاد جهوداً مستمرة لتحويل طموحاتها في هذا المجال إلى إنجازات ملموسة على أرض الواقع.
ويبرز التقدم الاستثنائي الذي تحققه الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي، في صدارة اهتمام أبرز الوكالات الإعلامية العالمية مثل بلومبرغ ورويترز وفايننشال تايمز وغيرها، التي سلطت الضوء في تقارير متلاحقة على عناصر القوة التي تمتلكها الدولة الخليجية، والتي تؤهلها لتصبح واحدة من الدول القليلة القادرة على صياغة مستقبل الذكاء الاصطناعي على المستوى العالمي.
رؤية استباقية
وما ساهم في حجز الإمارات مقعداً لها، بين كبار اللاعبين في مجال الذكاء الاصطناعي (هي) الرؤية الاستباقية والدقيقة، فقد كانت الإمارات من أوائل الدول التي آمنت بأن المستقبل ينتمي للذكاء الاصطناعي، وهو ما تجسّد بتعيين أول وزير دولة للذكاء الاصطناعي في العالم في عام 2017، كما أقرت الإمارات في عام 2019 "الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031"، التي تهدف إلى جعل البلاد رائدة عالمياً في هذا المجال بحلول عام 2031، وذلك من خلال المبادرات الاستراتيجية والاستثمار المكثف في الأبحاث.
قفزة في وظائف الذكاء الاصطناعي
وبحسب تقرير، فقد تضاعف عدد العاملين في مجال الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات، بين عامي 2021 و2023 أربع مرات، ليصل إلى 120 ألف موظف، في حين ذكر تقرير صادر عن شركة الخدمات المهنية "برايس ووترهاوس كوبرز" (PwC)، أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسهم بمبلغ 96 مليار دولار في اقتصاد الإمارات بحلول عام 2030، أي ما يشكل نحو 13.6 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للدولة.
توسع البنية التحتية
وأظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة أبحاث السوق "ResearchAndMarkets" أن الإمارات تضم حالياً 38 مركز بيانات قيد التشغيل و23 مركزاً قيد الإنشاء. وتبلغ السعة الإجمالية لمراكز البيانات الحالية أكثر من 350 ميغاواط، مع توقع إضافة حوالي 60 ميغاواط بحلول نهاية عام 2025. وتُعد مراكز البيانات مورداً أساسياً للمستثمرين في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ توفر القدرة الحاسوبية اللازمة لتدريب النماذج المتقدمة وتحليل البيانات الضخمة بكفاءة عالية.
سر تفوق الإمارات في الـ AI
والمفارقة أن الإمارات، باتت تمتلك اليوم مجموعة واسعة من نماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة (LLM) والنماذج المتخصصة، منها Falcon وNile-Chat وAIN وK2 وpan. فسر تفوق البلاد في هذا المجال، هو أنها لا تراهن على "حصان واحد" أي مشروع واحد، بل هي تقوم ببناء نماذج متعددة، مدعومة ببنية تحتية متقدمة وتمويل مستدام، مع تركيز واضح على الثقافة العربية والتطبيقات التي تخدم أولوياتها الاقتصادية والتنموية.
وهذه الاستراتيجية تجعل الإمارات أقرب إلى إنشاء منصة ذكاء اصطناعي عربية-عالمية، قادرة على المنافسة مع كبار اللاعبين مثل OpenAI وGoogle، مع ميزة ثقافية ولغوية فريدة تمنحها تفوقاً مميزاً في المشهد العالمي للذكاء الاصطناعي
الإمارات آمنت بالذكاء الاصطناعي
من جهته يقول المحلل والكاتب المختص بالذكاء الاصطناعي ألان القارح، إن الإمارات ليست مجرد متابع للثورة الرقمية، بل أصبحت من صانعيها، فإسم الدولة العربية بات يتردد جنباً إلى جنب مع عمالقة التكنولوجيا العالمية، مثل الولايات المتحدة والصين، وهذا الأمر ليس صدفة بل نتيجة رؤية استراتيجية بدأت منذ سنوات، حين كان الحديث عن الذكاء الاصطناعي يبدو مبالغاً فيه، مشدداً على أن الإمارات آمنت بالتحول الرقمي مبكراً، واستثمرت فيه وصنعت لنفسها مكانة بين القوى التكنولوجية الكبرى، لتصبح اليوم نموذجاً حياً على أن التخطيط الطويل والجرأة في الاستثمار، هما الطريق إلى الريادة الرقمية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق