الثلاثاء، 9 سبتمبر 2025

الإمارات وأميركا تشكّلان مستقبل الذكاء الاصطناعي

الإمارات وأميركا تشكّلان مستقبل الذكاء الاصطناعي

                                                                        الذكاء الاصطناعي


الإمارات وأميركا تشكّلان مستقبل الذكاء الاصطناعي


ليست الصفقة بين "مايكروسوفت" و"جي 42" إلا خطوة في سباق تحقيق الإمكانيات التي تحملها الصناعة في طياتها، وللحد من مخاطرها كذلك.. هذا ما أكده يوسف العتيبة، السفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة الأميركية، في مقال لشبكة بلومبيرغ نشر حديثا. 


بحسب العتيبة، فمثلما كان النفط ثروة القرن الماضي، صارت البيانات مصير هذا القرن، مردفاً: "وقد حلّ علينا عصر الذكاء الاصطناعي، وهي لحظة تحويلية ستضفي لمستها على كافة جوانب الحياة العصرية والشؤون الدولية". ويتابع: "إنها لحظة قد تنسلّ من بين أصابعنا.. الذكاء الاصطناعي تكنولوجيا بإمكانها الانتشار بسرعة لم تكن مُتصوّرة قبل عقد مضى، بل وتتخطى الضوابط والحدود التي يفرضها العالم المادي". وتعزز الصفقات التجارية، مثل تلك المُعلنة هذا الشهر بين "مايكروسوفت" و"جي 42" التي تتخذ من أبو ظبي مقراً لها، السرعة التي سينتشر بها الجيل التالي من الذكاء الاصطناعي لتعم الفائدة العالم أجمع.


دولة الإمارات.. الذكاء الاصطناعي


ويقول السفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة الأميركية، عن هذه الاتفاقية، التي تشتمل على استثمارات بقيمة 1.5 مليار دولار من عملاق البرمجيات الأميركي بالشركة الإماراتية الرائدة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، تشكّل تتويجاً لشراكة استراتيجية شاملة جمعت بين المؤسستين، من شأنها الارتقاء بحلول الذكاء الاصطناعي الإقليمية وتطوير قوى عاملة متخصصة في التكنولوجيا، فضلاً عن زيادة سعة مراكز البيانات حول العالم.


ومن أجل تأمين الميزات التي يحويها الذكاء الاصطناعي في جعبته، يتعين على الحكومات أن تتسابق في تحقيق إمكانيات التكنولوجيا والحد من أضرارها، مستطرداً: "لكن إلى من تؤول السيطرة على البيانات والقوة الحاسوبية؟ وما هي القواعد الضرورية لتحقيق وصول عادل ومسؤول لكل من السوقين الناشئة والمتقدمة؟ وأين توجد الطاقة النظيفة الضرورية لتشغيل مراكز البيانات التي تمثّل عصب الذكاء الاصطناعي؟" ويضيف:


تعمل الإمارات مع الولايات المتحدة وشركاء آخرين لكتابة دليل قواعد جديد لهذه التكنولوجيا المتطورة، في سبيل مواجهة هذه التحديات. وينطوي هذا على إعادة ضبط للوائح الحكومية، وإعادة تصور لأواصر التعاون بين القطاعين العام والخاص، وإعادة تشكيل علاقاتنا في العالم. يستند هذا الدليل إلى مبادئ أساسية، تتيح مجالاً أمام الذكاء الاصطناعي لكي يزدهر، تزامناً مع تحديد إطار عمل تنظيمي لضمان الاستخدام العادل والأخلاقي للتكنولوجيا.


عصر الذكاء الاصطناعي


ويستطرد العتيبة في مقاله: بادئ ذي بدء، فحري أن يكون هناك مزيد من التعاون بين الحكومات. وفي حالة الإمارات والولايات المتحدة، ففي حين يطرح كل منا وجهة نظر مختلفة على الطاولة، لكن لدينا توافق جوهري فيما يتعلق بوجهات نظرنا بشأن الذكاء الاصطناعي. وعلى وجه الخصوص، فثمة اتفاق بيننا على وجوب أن يكون عصر الذكاء الاصطناعي أكثر تكافؤاً. ويُعد رأب الفجوة الرقمية ومنح البلدان مزيداً من السيطرة على بياناتها أولويات رئيسة.


التعاون بين الإمارات والولايات المتحدة


ويقول العتيبة في مقاله: يقدّم التعاون بين الحكومتين الإماراتية والأميركية نموذجاً لتعزيز استخدام مصادر الطاقة منخفضة الانبعاثات الكربونية والمتجددة من أجل تشغيل مراكز البيانات المتعطشة للطاقة. وبالنسبة للبنية التحتية الرقمية الإماراتية، فيشغّلها بعض من أكبر الألواح الشمسية على مستوى العالم وأقلها تكلفة، بجانب توسيع أفق برنامج مدني للطاقة النووية، وشبكة توزيع كهربائي خالية من الاختناقات ومُصممة لهذا الغرض. وصارت شركة مصدر الإماراتية المتخصصة في الطاقة المتجددة واحدة من أكبر المستثمرين العالميين في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح داخل الولايات المتحدة وأكثر من 40 دولة أخرى.


ويشدد على أهمية تطويع هذه التكنولوجيا الجديدة بما يعود بالنفع على المجتمع. ويعني هذا تطبيق منافع الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل الرعاية الصحية والتعليم والمناخ. ويتعيّن في هذا الصدد على السياسة العالمية أن تحرص على وصول القوى المتوسطة والجنوب العالمي لهذا. وأخيراً، فإن تحقيق هذا التحوّل سيتطلب رأس مال واسع النطاق، يستلزم تعاوناً بين القطاعين العام والخاص. ومن جهتها، ستخصص الإمارات مئات المليارات من الدولارات لهذا الشأن.


اعتراف عالمي بالخبرات الإماراتية


وفي السياق، يقول خبير تكنولوجيا المعلومات وشريك الأعمال في شركة Semicolon ltd، محمد الحارثي، إن الصفقة بين "مايكروسوفت" و"جي 42" الإماراتية تعكس بشكل كبير حقيقة أن الإمارات وأميركا يشكلان مستقبل الذكاء الاصطناعي. ويؤكد أن تعاون الشركتين العملاقتين في مجال الذكاء الاصطناعي يعزز قدرات دولة الإمارات في هذا المجال، كما يعكس الاعتراف العالمي بالخبرة والتقدم التكنولوجي الذي تحظى به الإمارات. كما يرى أن هذه الشراكة يمكن أن تعود بالفائدة على منطقة الخليج والشرق الأوسط بشكل عام، موضحاً أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي يعتبر عاملاً حاسماً في تعزيز التنمية الاقتصادية والابتكار في المنطقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق