مصر تتوسع في صناعة الألواح الشمسية..هل تتمتع بالجودة وتنافس الصين؟
الألواح الشمسية في مصر هل تتمتع بالجودة وتنافس الصين؟
انتشر استعمال الألواح الشمسية في مصر خلال الآونة الأخيرة، لا سيما في القطاع الصناعي واستصلاح الأراضي الزراعية، ما حفّز البلاد على التوسع في هذه الصناعة. وتمتلك مصر أهم مدخلات هذه الصناعة، وهي الرمال البيضاء المُنتجة للسيليكون، بجانب توافر الخبرة الفنية من خريجي كليات الهندسة والطاقة، إلا أن المصانع المحلية تكتفي -فقط- بتجميع الخلايا المُستوردة من الصين، أكبر دولة في العالم إنتاجًا لخلايا الطاقة الشمسية.
وعلى الرغم من وجود عدة مصانع محلية تابعة للقطاعَين العام والخاص فإن البلاد ما تزال متعطشة للألواح الشمسية التي تستوردها من الخارج بالعملة الصعبة. لذا رصدت منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) آراء بعض الخبراء حول جودة الألواح الشمسية المحلية، وما إذا كانت قادرة على منافسة نظيرتها صينية الصنع.
غياب التقنية المتطورة
استبعد المدير التنفيذي لجمعية تنمية الطاقة "سيدا" في مصر، المهندس أيمن هيبة، قدرة الألواح الشمسية المحلية على منافسة نظيرتها المُستوردة من الخارج. وأوضح هيبة -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن دور المصانع المصرية يقتصر فقط على تجميع الخلايا الشمسية المُستوردة من الخارج باستعمال تقنية غير متطورة.
ولفت إلى أن مصر لديها عدة مصانع لتجميع الألواح الشمسية وهي: مصانع الإنتاج الحربي، والهيئة العربية للتصنيع، ومصنع البصريات، موضحًا أن القدرة الاسمية لمصنع الهيئة العربية للتصنيع ومصنع البصريات تبلغ نحو 50 ميغاواط. وأشار إلى أن المصنعَين لا ينتجان سوى ما بين 10 و12 ميغاواط، بوساطة تقنيات قديمة يشوبها العديد من العيوب، كما أنها تفتقر إلى الإمكانات المطلوبة لتحقق الموثوقية.
الوفاء بمتطلبات السوق
قال المهندس أيمن هيبة، إنه حتى يتمكَن المصنع من إنتاج 50 ميغاواط، فلا بد أن يعمل 24 ساعة يوميًا على مدار أيام الأسبوع، مشيرًا إلى هذا لن يكون واقعيًا في ظل غياب الطلب على هذه المصانع. وأضاف أن المصانع المحلية لا تستطيع الوفاء بمتطلبات السوق المصرية، موضحًا أن البلاد تستورد ما بين 200 و300 واط من الألواح الصينية بتقنيات متطورة للغاية.
وحول مصانع القطاع الخاص، أبرز هيبة أنها تكتفي -كذلك- بتجميع الخلايا المُستوردة، وتعمل على نطاق ضيق للغاية في تصنيع الكشافات الشمسية ووحدات الإنارة وغيرها من التقنيات المحدودة. وتابع أن تصنيع الخلايا الشمسية عملية معقدة تجري من خلال 7 مراحل باستعمال تقنية متطورة.
واستطرد قائلًا: "حتى يكون المصنع قادرًا على المنافسة الحقيقية فلا بد أن ينتج كميات ضخمة من أجل أن يحقق الجدوى الاقتصادية المطلوبة، وأن تقارب إنتاجيته 2 غيغاواط، ومن الصعب أن ينتظر مستثمر 10 أعوام على الأقل للحصول على العوائد المتوقعة".
كما أكد هيبة ضرورة تغيير التقنية المستعملة -حاليًا- في المصانع المحلية لتكون أكثر تطورًا، مشيرًا إلى أن تقنيات التصنيع تختلف كل عامين على الأكثر. وأوضح أن قدرة أقل مصانع الصين إنتاجية تبلغ نحو 6 غيغاواط، مشيرًا إلى أن هذه الكمية تمثل تحديًا كبيرًا للمصانع المحلية في الوقت الحالي.
إنشاء مصنع للسيليكون
كان مجلس الوزراء المصري قد أعلن في 29 أغسطس 2023 دراسة إنشاء مصنع للسيليكون المعدني، بهدف توطين صناعة الألواح الشمسية في البلاد. وجاء القرار ردًا على المقترح الذي تقدّمت به مجموعة "إندوراما" العالمية بشأن إنشاء مصنعَين للأسمدة الفوسفاتية، والسيليكون المعدني لإنتاج الألواح الشمسية، باستثمارات تبلغ نحو 700 مليون دولار.
ويساعد مقترح "إندوراما" مصر على رفع القيمة المضافة للرمال البيضاء بتصنيعها، بما يحقق إيرادات أعلى عند تصديرها على هيئة ألواح وخلايا شمسية، إلا أن البلاد ما تزال تفتقر إلى الخبرة الكافية في هذا المجال. وتتمتع مصر بمليارات الأطنان من رمال السيليكا في مناطق مختلفة في مقدمتها محافظتا شمال سيناء وجنوب سيناء ومنطقة الزعفرانة بمحافظة البحر الأحمر. وتمثل رمال السيليكا أهم المدخلات في العديد من الصناعات مثل الإلكترونيات والخلايا الضوئية التي تُستعمَل في قطاع الطاقة الشمسية.
ليست هناك تعليقات