قمة مصرية–يمنية.. "أمن البحر الأحمر أولوية قصوى"
"أمن البحر الأحمر أولوية قصوى".. رسالة انطلقت من قمة مصرية – يمنية
عقد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم السبت، مباحثات مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، شملت عدة قضايا أبرزها تعزيز الأمن في البحر الأحمر، وجهود الحكومة اليمنية لاستعادة السلام والاستقرار، وسبل التغلب على التحديات التي تواجهها، بحسب بيان للمتحدث باسم الرئاسة المصرية.
وتلك القمة ونتائجها، حملت مدلولات "مهمة"، لما للقاهرة من حضور فاعل في محيطها العربي والإقليمي، بالإضافة إلى كون اليمن عمقًا استراتيجيًا لمصر، خاصة أن مضيق باب المندب يُعد المدخل الأول لقناة السويس.
وفيما أكد السيسي دعم بلاده للحكومة الشرعية في اليمن، شدد على ضرورة حماية الملاحة في باب المندب. وطالب بحل عاجل لأزمة خزان صافر التي تتفاقم بسبب تعنت مليشيات الحوثي.
في المقابل، أشاد رئيس المجلس الرئاسي اليمني بتعامل مصر السياسي مع كل أزمات المنطقة "بشكل حكيم ومتزن، وهو التعامل الذي يأتي امتداداً للسياسات والتوجهات القومية الأصيلة التي تتبناها مصر إزاء القضايا الاستراتيجية للأمتين العربية والإسلامية"، بحسب البيان.
زيارة العليمي للعاصمة المصرية القاهرة، تأتي كخامس عاصمة عربية يقف عندها رئيس المجلس الرئاسي اليمني، في إطار جولة عربية، تهدف إلى تجسيد عمق ومتانة العلاقة مع دول التحالف العربي. وبحسب مراقبين، فإن مصر تمثل قطبا محوريا في أمن البحر الأحمر وباب المندب، لما لها من حضور "فاعل" في الإقليم والعالم، مما يجعل زيارة المجلس الرئاسي إليها في مفتتح عهده تكتسب أهمية كبيرة.
وأجرى العليمي ونوابه أولى جولاتهم أواخر أبريل الماضي، والتي شملت السعودية ودولة الإمارات، فيما كانت دول الكويت والبحرين ومصر، على جدول أعمال جولته الثانية. وتشارك مصر في تحالف دعم الشرعية باليمن بقيادة السعودية، إلى جانب كونها دولة فاعلة في قوة المهام 153 المشتركة التي يرتقب أن تبدأ مهامها في تأمين البحر الأحمر من أنشطة تهريب الأسلحة الإيرانية للحوثيين.
ويعد الأمن المشترك للبلدين والموقف المصري الثابت امتدادا لمواقف تاريخية كان فيها البلد الأفريقي إلى جانب اليمن في الدفاع عن أراضيه في الشمال واستقلال الجنوب، بالإضافة إلى أن مصر كانت الدولة التي ساهمت في النهضة وإعادة بناء مؤسسات الدولة اليمنية عام 1962.
الخبرات المصرية
الخبرات المصرية كانت أحد دوافع العليمي لزيارة القاهرة؛ فمجلس القيادة الرئاسي الذي يشكل قوى يمنية فاعلة، يسعى لاستغلال الهدنة الأممية في ترميم الاقتصاد اليمني والعملة المحلية، إلى جانب دمج التشكيلات العسكرية والأمنية في الجيش والأمن وهي ملفات تتصدر مباحثات زيارته للعواصم العربية.
كما تستهدف الاستفادة من تجربة مصر في قطاع الخدمات بما فيها التعليم والصحة وإعادة الإعمار، وبحث مزيد من التسهيلات الإضافية للوافدين والمقيمين في مصر للعلاج والدراسة والبالغ عددهم أكثر من مليون يمني، بحسب مراقبين.
حماية الأمن القومي
من جانبه، قال السياسي في حزب المؤتمر الشعبي العام باليمن رشاد الصوفي، إن "مصر تمثل قطبا محوريا في أمن في البحر الأحمر وباب المندب، لما لها من حضور فاعل في الإقليم والعالم".
وأوضح السياسي اليمني، أن "مصر عملت على حماية الأمن القومي العربي، عبر إفشال اختراقات الجماعات الإرهابية على أراضيها، مما شكل جدارا في وجه محاولات التمدد التخريبي الذي كان يستهدف مصر وأمن الدول المطلة على البحر الأحمر ومنها اليمن. وأضاف الصوفي، أن تجربة مصر عسكريًا وأمنيًا في التصدي لجماعات الإرهاب والتخريب، تعد مثلا يسعى اليمن لأن يحذو حذوه، في تأهيل الجيش اليمني وتنميه قدراته في الميدان لمواجهة "الإرهاب والانقلاب".
ليست هناك تعليقات