زيارة محمد بن سلمان لمصر تعكس قوة العلاقات المصرية السعودية وآفاق أرحب
زيارة محمد بن سلمان لمصر تعكس قوة العلاقات المصرية السعودية وآفاق أرحب
تأتي زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، للقاهرة كأولى محطات جولته الخارجية ، لتعكس عمق العلاقات بين الرياض والقاهرة، والعلاقات بين السعودية ومصر، تتسم بالعمق التاريخي والتعاون الاستراتيجي والتنسيق المستمر تجاه القضايا التي تهمُّ البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية، لدعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، نظرًا للمكانة العالية والموقع الجغرافي الذي يتمتع به البلدان، مما عزَّز من ثقلهما على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية.
ومما يؤكد على عمق العلاقات الضاربة في جذور التاريخ، موافقة الملك عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله ، في عام 1945م على “بروتوكول الإسكندرية”، وأعلن انضمام المملكة العربية السعودية للجامعة العربية، وفي 27 أكتوبر عام 1955م وُقِّعَت اتفاقية دفاع مشترك بين البلدين، وقد رأس وفد المملكة في توقيعها بالقاهرة آنذاك الملك فيصل بن عبدالعزيز ، وأثناء العدوان الثُّلاثي على مصر عام 1956م وقفت المملكة بكل ثقلها إلى جانب مصر في كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية.
شراكة استراتيجية
وقد ارتقت العلاقات الثنائية بين الرياض والقاهرة، بدعم وتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية من خلال تأسيس مجلس التنسيق السعودي – المصري ، وإبرام حكومتي البلدين نحو 70 اتفاقية و”بروتوكول” ومذكرة تفاهم بين مؤسساتها الحكومية.
السعودية ومصر يتمتعان بثقل وقوة وتأثير على مختلف الأصعدة العربية والدولية
السعودية ومصر، يتمتعان بثقل وقوة وتأثير على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية، مما يعزِّز من مستوى وحرص البلدين على التنسيق والتشاور السياسي المستمر بينهما؛ لبحث مجمل القضايا الإقليمية والدولية في مواجهة التحديات المشتركة، وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، والأمن والسِّلم الدوْلِيَين.
علاقات اقتصادية وتبادل تجاري
وفي الشأن الاقتصادي، ترتبط مصر والسعودية بعلاقات تجارية متنامية، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال السنوات الست الماضية (2016 – 2021م) 179 مليار ريال ( حوالي 47.7 مليار دولار)، وتنامى حجم الصادرات السعودية غير النفطية إلى مصر بنسبة 6.9% خلال العام 2021م مسجلاً 7.2 مليارات ريال ( حوالي 1.9 مليار دولار).
كذلك يحرص القطاع الخاص في كلا البلدين، للاستثمار في أسواق البلدين لما تتميِّز به من مقومات وفرص، إذْ توجد (6285) شركةً سعوديةً في مصر باستثمارات تفوق 30 مليار دولار، كما توجد في المقابل 274 علامةً تجاريةً مصريةً، وأكثر من 574 شركةً مصريةً في الأسواق السعودية.
زيارة ولي العهد المهمة للقاهرة
ومن المتوقع أن يبحث ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، خلال جولته للقاهرة تعزيز العلاقات الثنائية في شتى المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، كما تستهدف الزيارة بحث القضايا الإقليمية والدولية وفي مقدمها الملف النووي الإيراني والجهود المبذولة على صعيد إنهاء الحرب في اليمن وانعكاسات الحرب الروسية الأوكرانية على المنطقة وتعزيز العلاقات في شتى المجالات.
ليست هناك تعليقات