منجم السكري للذهب.. مصر تترقب قفزة ضخمة تدعم اقتصادها في 2024
منجم السكري للذهب.. مصر تترقب قفزة ضخمة تدعم اقتصادها في 2024
يمثّل منجم السكري (Sukari Gold Mine) قيمة اقتصادية كبيرة لمصر بما يحويه من ثروات تعدينية كبيرة من الذهب، إذ يعدّ من أكبر 10 مناجم في العالم من حيث الاحتياطي والإنتاج. ويقع المنجم في منطقة جبل السكري في الصحراء الشرقية المصرية على مسافة 30 كيلومترًا جنوب مدينة مرسى علم على مساحة 160 كيلومترًا مربعًا.
وكان العمل قد بدأ في منجم السكري للمرة الأولى، في عام 2009، لتكتشف مصر أنها وضعت يديها على كميات ضخمة من الذهب، وذلك رغم أنه اكتشاف في عام 1994. وتبلغ احتياطيات منجم السكري نحو 5.8 مليون أوقية من الذهب، ومن المتوقع أن يمتد عمر المنجم لنحو 10 أعوام أخرى.
إنتاج المنجم
في مارس الماضي 2024، توقعت شركة سنتامين للتعدين -المشغّل الرئيس لمنجم السكري- أن يُسجل إنتاج المنجم نحو 500 ألف أوقية من الذهب سنويًا بشكل مستمر طويل الأمد. ووصل إنتاج المنجم منذ 2009 وحتى نهاية فبراير (2023) إلى نحو 5.2 مليون أوقية، بإيرادات بلغت نحو 7.5 مليار دولار، بحسب بيان لوزارة البترول المصرية. وكانت شركة سنتامين قد أعلنت خلال مارس، أن إنتاج المنجم بلغ نحو 5.7 مليون أوقية من الذهب، منذ بداية العمل فيه.
وارتفع إنتاج المنجم من الذهب عام 2023 مقارنة بعام 2022، إذ بلغ في 2023 نحو 450.05 ألف أوقية، مقابل 440.97 ألف أوقية عام 2022، بحسب الموقع الرسمي لشركة سنتامين. وخلال عام 2021، بلغ إنتاج المنجم نحو 452 ألف أوقية من الذهب، مقابل 415 ألف أوقية في 2020. وخلال السنوات الأخيرة، نُفّذ أكبر استكشاف جيوفيزيقي في المنجم باستعمال تقنيات متطورة، بالتعاون مع شركة خدمات البترول الجوية، إذ أضاف الاستكشاف نحو مليوني أوقية لاحتياطي الذهب، خلال عامي 2021 و2022.
حصة مصر في أرباح المنجم
يحقّ للحكومة المصرية، بموجب الاتفاقية الموقّعة بين القاهرة وشركة سنتامين، الحصول على 50% من أرباح المنجم، كما يحق لها الحصول على إتاوة بنسبة تصل إلى 3% من صافي إيرادات مبيعات منجم السكري. وبلغ إجمالي حصة مصر من أرباح وإتاوات المنجم، في 2023، نحو 139 مليون دولار، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة. وفي عام 2021، بلغ نصيب مصر من مبيعات المنجم، نحو 75.2 مليون دولار، بالإضافة إلى قرابة 21.6 مليون دولار إتاوة.
محطة السكري للطاقة الشمسية
في مايو 2021، بدأت شركة سنتامين في إنشاء محطة للطاقة الشمسية بقدرة 36 ميغاواط، ونظام تخزين طاقة البطارية بقدرة 7.5 ميغاواط لتغذية المنجم، باستثمارات 37 مليون دولار. وتولّت شركة جيه يو دبليو آي (Juwi) الألمانية أعمال تصميم وتوريد ودمج محطة السكري للطاقة الشمسية والبطاريات بمحطة توليد الكهرباء الحالية التي تعمل بالديزل، كما تولّت شركة جيزة سيستمز (Giza Systems) أعمال تركيب محطة السكري، وفي مارس 2023، افتتح وزير البترول طارق الملا، محطة الطاقة الشمسية بمنجم السكري.
وتُعدّ محطة السكري للطاقة الشمسية أكبر مشروع للطاقة الشمسية الهجينة مخصص لتأمين الكهرباء لموقع تنجيم على مستوى العالم خارج الشبكة. وتعمل محطة السكري للطاقة الشمسية على تقليل استهلاك وقود الديزل في منجم السكري بنحو 22 مليون لتر سنويًا، وتقليل تكاليف الوقود بين 9 و13 مليون دولار سنويًا. وتُعظّم محطة السكري الاستفادة من الموقع الجغرافي للمنجم بمنطقة الصحراء الشرقية المصرية، التي تعدّ أعلى منطقة تشهد إشعاع الشمس حتى نحو 10 ساعات يوميًا، وتسهم في خفض الانبعاثات الكربونية بمعدل 60 ألف طن من مكافئ غاز ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
أعمال التنقيب والاستكشاف
في عام 2023، نفّذت شركة سنتامين برنامج حفر أولي بطول 16 كيلومترًا وعرض 216 مترًا، في منطقة نجرص القريبة من منجم السكري. وفي يناير 2024، قال الرئيس التنفيذي لشركة سنتامين مارتن هورجان، إن الشركة توصلت لنتائج أولية مبشّرة في عمليات التنقيب والحفر داخل بلوك نجرص في المنطقة المحيطة بالمنجم.
وانتهى برنامج الحفر الاستكشافي إلى ظهور نقطتين رئيستين توجد بهما احتياطيات من الذهب الخام، هما أم مجال (على بُعد 23 غرب منجم السكري)، وموقع السكري الصغير (على بُعد 28 كم غرب منجم السكري للذهب). وتقع كتل سنتامين الاستكشافية على مساحة 3 آلاف كيلومتر مربع من رقع الاستكشاف الجديدة في منطقة الدرع النوبي المصرية. وخلال العام الجاري 2024، يتضمن برنامج عمل شركة سنتامين تحديد موارد الذهب المحتملة وأهداف الحفر الإضافية في مصر، وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ليست هناك تعليقات